التعليم يلدغ من جحر مرتين
صيغة الشمري
لا أعتقد أن هناك من يكتب ضد التعليم أو الصحة أو أية جهة تتماس مع مصالح الناس بشكل مباشر بضدية مجانية أو بدافع عداء شخصي، لأنه لا يوجد صاحب ضمير لا يتمنى أن تكون هذه الجهات الأفضل على مستوى العالم، قبل سنوات خلت فرحنا عندما أعلن التعليم بأنه خلال سنوات معدودة سيكون التعليم الإلكتروني شاملا كل مدرسة؛ مما يعني دخول المجتمع السعودي بأكمله إلى عصر التعليم الإلكتروني لأن التعليم هو من يقود المجتمع لجميع مراحله الحضارية الأعلى، كنا نعتقد أن الأمر محسوم إذ أن الأمر لا يملك القرار فيه شخص واحد بل هو قرار وزارة كبرى مثل التعليم، مرت السنوات ورأينا التعليم الإلكتروني الذي «عشمنا» به التعليم لم يكن سوى خطوات بدائية لا توازي أصغر الخطوات التي قامت بها دول أخرى مثل ماليزيا، أتى التعليم قبل أيام بنسخ من كتبه التعليمية التي يجزم مسؤولوه أنها كتب تحمل التطوير الذي صبرنا سنوات ونحن في انتظاره، كانت الصدمة عندما أشيع أن غلاف أحد الكتب صورة لحمار مما جعل التعليم يوضح أن الغلاف أولي، لكن هذه المرة لدغ التعليم من نفس الجحر مرة أخرى، شمل كتاب العلوم لأحد الصفوف الابتدائية صورة لطفل، المفاجأة التي صدمتنا أن التعليم بكل أقسامه وبالذات قسمه المختص بالإعلام لا يعلم أنه لا يجوز في جميع القوانين أن تضع صورة لإنسان دون إذن رسمي منه أو من ينوب عنه، إذ اعترض ولي أمر الطفل على وضع صورة طفله دون إذن منه، اطلعت على الدرس الذي وضعت فيه صورة الطفل فلم أجد مبررا ملحا على وضعها، وليس لها دلالة تعليمية تدل على عنوان الدرس، هل عجز التعليم عن إيجاد صورة تناسب درس «الآلات البسيطة» سوى صورة هذا الطفل البريء، قد لا يفهم التعليم حساسية التعامل مع صور الأطفال خصوصا بين أقرانهم، ما دخل درس عنوانه «الآلات البسيطة» بصورة طفل ؟ إنه تصرف لا مبرر له وكأننا لم نطلع بشكل كاف على الكتب التي سيدرسها أبناء الوطن.