ليلة في المستشفى
تلك هي الليلةالتي قضيتهامرافقا مع أخي مفلح في المستشفى العسكري بالرياض وذلك لاستخراج حصى أثرعليه كثيرا
لقينا اهتماما كبيرا من قبل الطاقم المشرف والذي أعجبني أن جلهم كانوا سعوديين
عند دخولنا الغرفة المخصصة لنا وتحديد السرير لفت انتباهي صوت يعلوه الصراخ وكلام بذيءمن أحد المرضى لاحدى الممرضات جعلها تبكي من شدة صفعته على وجههايدعي أنها آلمته ولما جاء الطبيب يعاتبه لم ينبس ببنت شفه ولم ينطق بحرف سوى ادعائه الألم
وعلى طرف الغرفة يرقد مريض هادئ الطباع يميل للهدوء حتى أن بناته لما زرنه لم يسمع لهن صوت سوى حمدالله وشكره ويعدن أنفسهن حال خروجه بعمل حفلة شكرا لله علما أن والدهن يعتبر في المرتبة الثانية عشرة ولم يطلب ليكون مع علية القوم رغم سعي ابنه لذلك لكنه لم يهتم شفاه الله
ونحن في الغرفة جاؤوا بكبيرسن لم نسمع منه سوى الرضى والحمد والثناء على الله ووصية ابنه على الصلاة وحثه عليها
جلس الابن من الظهر حتى قبيل المغرب وجاء أخوه الذي خرج دون صوت
أثناء الليل يئن المسن ولامجيب يصيح بصوت مليء بالحزن فلايرد له سوى الممرضات اللاتي طلب منهن الاتصال بولده الذي مع الأسف لم يجب
لماجاء الصباح جاء الابن يدعي مرض ابنته ووالده يعاتبه وهويبكي (تألمت ليلي كله ولم أجد منكم أحد بجنبي أدري أنكم مليتوا مني واتعبتكم لكن هذاأمرالله لي ولكم )كلام أثرعلى كل من بالغرفة وآلمهم
اعتذرالابن لكن الأب بقي في نفسه
ألم كبير
عندها علمت أن الكبير يصبح كالصغير يحتاج لكل شئ تتوقعه أم لم تتوقعه فالوقوف بجانبه هومايحتاجه عندما يتعب ويمرض
جعلنا الله وإياكم من البارين بأبائنا وأمهاتنا .آمين .
صلاح ضيف الله