وطنيتنا ووطنيتهم
وطنيتنا ووطنيتهم
دموع غالية انهمرت من مشجعيين وطنيين بعد نهاية المباراة وخروج من بطولة كأس الخليج ، دموع لم تنزل إلا لعشق ليس فقط لمنتخب وإنما لوطن ولإمنيات وطموح ولكن قدر الله وماشاء فعل .
نزلت دموعهم لخروج المنتخب كحالة نادرة في هذا الوقت ، لم يلتفتوا للإعلام وبعض الأقلام وتوجهاتها للإطاحة بلاعبين المنتخب ، ولم يلتفتوا لبعض الظروف بتوقيت البطولة ، حضروا من أجل الوطن وستعود إبتسامتهم إن شاء الله ، ولكن بعد عمل جديد يبدأ من الصفر وليس فقط من الناحية الفنية والاداريه ، كذلك العمل على الناحية الجماهيرية لمشجعي المنتخب.
لنرجع للوراء قليلا ببطولة اسيا المقامة في قطر لنتمعن بعض المشاهد التي تجبرك على مشاهدتها مما قدمتها الدولة من تسهيلات وليس فقط رعاية الشباب كذلك مشاركة العديد من الوزارات فيها مشاركة منهم جميعا في تقديم كل ماهو مميز لإجل الوطن فقط ، فعند تجولك في أي من المرافق الرياضية أو الترفيهية تلاحظ المراكز التسويقية لشعارات الدولة من تيشرتات وأعلام وشالات وبأسعار مقبولة للجميع وبأماكن سهله للوصول إليها والحصول عليها ، لتتفاجأ في المدرجات بمدرج يمتلء بتيشرتات الدولة وبشالات بلون الوطن فقط ، وكذلك الحال في كأس الخليج عندما تتجول في شوارع المنامة لتشاهد كل شخص يرتدي شعارات لدولته وتيشرتات خاصة لمنتخب بلاده ، وحتى أنك تستطيع تمييز الاشخاص مما يرتدونه ، وذلك ما نتفقده كثيرا خلال السنوات الأخيرة حيث أصبح المدرج بألوان مختلفه وتجد البعض حمل شعارات أنديته بدلا من شعار وطنه وذلك بسبب بعض التأثيرات الخارجية التي أثرت على المنتخب وعلى جماهيره وقامت بتشتيتهم ما بين معارض ومؤيد للاعب او لخطة وتكتيك مدرب ، بسبب خلافات شخصية أو خيانة الأمانه المهنية بتصفية حسابات على حساب لاعب .
قبل يومين في مباراة إعتزال الشريدة إتحد غالبية الجالية المصرية في المباراة على شعار مصر وكانت الأعلام المصرية تزين مدرجات الدره ، تاركين ورائهم أي خلافات او تعصب لفرق أخرى ، وكان حضورهم لوجود فريق يمثل الوطن ، مقدمين لنا درسا في الوطنية والتي يعمل على تجريدها بعض الإعلاميين إستقصادا في فشل المنتخب ليبين تعصبه للاعب أو لفريق وأسباب وهمية فائدتها الوحيدة المصالح الشخصية .
الوطنية نعرف جيدا أنها ليست شعار يتم إرتداءه وليس علم يتم رفعه ولكن عندما تتحد تلك الألوان والشعارت تجبر المتابع والإعلامي وغيرهم على إحترام تلك الوحدة التي نفتقدها كثيرا بسبب تأثيرات خارجية ، الوطنية أن يتحد الجميع ما بين رئاسة عامة لرعاية الشباب وأجهزه فنية إدارية وإعلام وجمهور ، الوطنية أن يحاسب كل من يحاول خلخلة توجه الجماهير وتفرقتها قبل بطولة وإشغالهم بفلان وعلان . الوطنية أن يحاسب كل مقصر من رأس الهرم في الرياضة حتى أصغر واحد والمتسبب في الإخفاق ، والوطنية أن يقف بعض المتصيدون للزلات والهفوات عند حدودهم وإخراس الألسن قبل أي بطولة لعودة هيبة الوطن الرياضية . الوطنية أن يتم منح جميع التسهيلات للجماهير من حضور لمباريات ومن شعارات ترتدى للوطن وليس أن يصدم المشجع بأسعار تفوق قدرته على شراءها أو عدم إعطاءه حتى أبسط حقوقه بالمكان الذي يختاره في المدرجات كما يحدث في جميع البطولات الاسيوية للأندية بأن نحترم الفرق القادمة ونضع لها مكانا مميز بينما يقصر المسئول في إلزام وإجبار مسئولي الأندية الاسيوية ووضع الفريق خلف المرمى وأعي القرارات المتخذه للجماهير أن تكون بصالحهم دائما . الوطنية يجب أن ندرك أنها لوحه لن تكتمل الا حين تجتمع الوانها في تلك اللوحة وبلمسات مبدعها وراسمها .
همسه :
منذ أن كان يعرض برنامج خط الستة إمتدادا إلى بعض تصريحات إعلامهم وصولا إلى برنامجهم في كأس الخليج وهم يحاولون تشتيت الشارع السعودي والتركيز على عرض قضاياه بشكل سلبي وبدون حلول ، رغم أنه الآن يشارك فريقهم ويقدم مستويات رائعه إلا أنهم لم يعطوا فريقهم حقه لعدم التأثير عليه إعلاميا ويتركوا لهم العمل بصمت بعكس ما يدار للاطاحة بالكره السعودية وجماهيرها والغريب أن تجد بعض الإعلاميين لدينا يسلكوا نفس الإتجاه معهم كدافع لهم فيما يطرح ويقلل من شأن الرياضة السعودية .
تركي الهديب