العيب فينا
النقد الهادف يعتبر وسيلة فعالة لتعديل الصورة السلبية وإيجاد الحلول التي تناسب المشكلة أو الحدث التي تقع في داخل المجتمع , وهذا يتطلب ارتقاء في الثقافة والتفكير وسعة الاطلاع من قبل الناقد .
ولكن مع هذا الواقع الذي نعيش فيه والذي يعج بالكثير من المشاكل التي تمثل سلبية مؤثرة تحد من بلوغ واقع متقدم أو مرضي على الأقل يساير تلك الطفرة المادية الهائلة التي لم تؤدي الى تغيير بعض أنماط السلوك المرتبطة بالعادات والتقاليد القبلية المتأصلة والتي لم يقتصر أثرها على هذا الجانب فقط بل تعداه الى واقع العمل من خلال الفساد المالي والإداري على حد سواء هي علة بلوغ ذلك الارتقاء الحضاري الذي بدا هناك من يدركه من خلال احتكاكه بالخارج وخاصة في بعض الدول الغربية فكانت استفاقته متأخرة واستدراكه مدى البون الشاسع بين واقعه وواقع تلك الدول , والذي خرج فيه الكثير ممن بصب النقد وبشكل جارف بدون أن يعي الحقيقة في أن العقبة واضحة والمعالم والتي تعيق الوصول للهدف او الغاية .
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
((إِنّ اللَّهَ تَعَالى يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ )
لاحظ الكثير من الموظفين ومن الجنسين في كافة الدوائر الحكومية ومدى الالتزام والانضباط بنظام العمل في دخل تلك الدوائر , سوف تجد التأخر و التسيب , والضعف في الانجاز , والضعف في فهم أنظمة العمل بشكل صحيح , وسوء في مقابلة المراجع , يستثني من هذا إذا كان للمراجع قريب أو صاحب معرفة .
فمن المسئول عن ذلك ؟
ليس شخص واحد بعينه بل يشمل الجميع الذين ثقافتهم تحدد طبيعة سير العمل ومدى إنتاجيته
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ،( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.) وقال
"ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا الفاحش ولا البذيء"،
نترك اللسان ونعرج على اليد نجد أنفسنا أمام مظهر يمثل الرجولة والشجاعة عندما تسمع ان فلان لديه ( عجرا ) تحت مرتبة السيارة او رشاش كلاشنكوف استعداداً للفزعة ومعركة الثار , ويبقى الحديث ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى شيئا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) وغيره .. مجرد ذكر نفتخر بحفظه و ترديده في كل خطب ولكن يبقى الأثر ضعيفا .
ويبقى العيب فينا
يقول الشاعر :
يعيب الناس كلهم الزمانا وما لزماننا عيب سوانا
نعيب زماننا والعيب فينا ولو نطق الزمان اذن هجا
abdllh_800@yahoo.com
عبد الله سليمان الطليان