مظاهرات في جنوب العراق احتجاجاً على سياسات المالكي
انطلقت في البصرة والناصرية جنوب العراق، مظاهرات حاشدة احتجاجاً على إلغاء الحكومة العراقية البطاقة التموينية، وتسمى باللهجة العراقية "الكمية".
وأبلغ مشاركون في مظاهرة البصرة "العربية" أنها انطلقت من ساحة الأمة بالعشار، واتجهت نحو مبنى المحافظة المحاطة بحشود أمنية، حيث انتشرت القوات الحكومية في معظم المرافق الحيوية في المحافظة الغنية بالنفط.
وطالب المتظاهرون بإعادة البطاقة التموينية التي تمكن المواطن من الحصول على احتياجاته الرئيسة من الغذاء من الحكومة مباشرة، وهو أسلوب ابتكره النظام العراقي السابق إثر توقيعه اتفاقية مع الأمم المتحدة "النفط مقابل الغذاء" لتخفيف الأعباء عن المواطن في ظل العقوبات الاقتصادية التي فرضها المجتمع الدولي على العراق بعد غزوه الكويت في أغسطس/آب العام 1990.
كما طالب المتظاهرون حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي بزيادة تخصيصات البطاقة التموينية المالية بغية تحسينها بدلاً من إلغائها.
وكان رئيس مجلس محافظة البصرة، صباح البزوني، قد طالب الحكومة الاتحادية بإعادة النظر في قرار إلغاء البطاقة التموينية على المواطنين، خلال مؤتمر صحفي عقده يوم الخميس الماضي في مقر المجلس.
وذكر المحافظ أن الحكومة المحلية في البصرة أبدت استعدادها لتحمل مسؤولية توزيع مفردات البطاقة التموينية على أهالي المحافظة من خلال تهيئة المخازن اللازمة لاستقبال المواد الغذائية والاتصال بالشركات المتخصصة لغرض تجهيز المحافظة بتلك المواد.
مدينة الشطرة تنتفض ضد المالكي
من مظاهرة الشطرة بالناصرية
وسجلت خروج تظاهرات بمدينة الشطرة في الناصرية جنوب العراق، دعت لها القوى السياسية المعارضة لسياسات رئيس الوزراء نوري المالكي.
وقالت مصادر عراقية إن المظاهرة جابت شوارع المدينة الرئيسية بمراقبة من قوات الشرطة ولم تحدث أي إشكالات خلال مسيرتها.
ونقلت صحيفة "البديل العراقي" أن المظاهرة لقيت ترحيباً واسعاً من قبل الأهالي والفعاليات الاجتماعية والسياسية، وأن المظاهرة ضمت المئات من المواطنين المستقلين، ومن ينتمون لمختلف الاتجاهات السياسية، وخاصة أنصار التيار الوطني الديمقراطي العراقي والشيوعيين العراقيين وأعضاء بعض النوادي الثقافية.
وذكرت الصحيفة أن المظاهرة استغرقت نحو الساعتين والنصف، وتفرق المتظاهرون بعد أن كانوا أطلقوا شعارات اتهمت الحكومة بالفساد وسرقة قوت الشعب.
وأثار قرار إلغاء البطاقة التموينية ردود أفعال شعبية ودينية وسياسية مستنكرة، حيث طالب خطباء صلاة الجمعة يوم أمس بضرورة إلغاء هذا القرار الذي اعتبروه بمثابة حرب على الفقراء.
وكان زعيم التيار الصدري، السيد مقتدى الصدر، قدم أمس الجمعة اعتذاراً للشعب العراقي عن تصويت الوزراء التابعين لتياره على قرار إلغاء برنامج البطاقة التموينية واستبدالها ببدل نقدي، ودعا البرلمان إلى استجواب رئيس الوزراء والمسؤولين عن إصدار ذلك القرار.
يذكر أن مجلس الوزراء قرر يوم الثلاثاء الماضي إلغاء البطاقة التموينية اعتباراً من شهر مارس/أذار من العام المقبل واستبدالها بمبلغ تعويضي قدره خمسة عشر ألف دينار لكل فرد كتعويض عن مفردات البطاقة.