صالون محمد آل مسن الفكري اليومي في الرياض يصنع الوعي ويثري الحوار
نبأ لا أتناول اليوم الحديث عن كرم محمد بن مبارم بن محمد آل مسن الدوسري من باب الإشادة العابرة، فالرجل يشهد له أبناء وادي الدواسر في الرياض وخارجها بخلق أصيل ورحابة صدر لا تنفصل عن جذور الآباء والأجداد؛ ذلك السلوك لم يكن يوماً فعلاً طارئاً، بل هو امتداد لقيم حيّة حملها عن آبائه وحافظ عليها كما يحافظ المرء على ميراثه النفيس، فيصدق فيه قول الشاعر:
بأبِهِ اقتدى عَدِيٌّ في الكَرَمْ ومن يُشابه أبَهُ فما ظلمْ
لكن الوجه الذي أقف أمامه اليوم يذهب إلى ما هو أبعد من الضيافة المادية، إلى ضيافة الفكر والكلمة والحوار؛ فمنذ أعوام عدة، تحوّل منزل محمد آل مسن في مدينة الرياض إلى صالون ثقافي يومي مفتوح، يلتقي فيه أصدقاء ومعارف وأبناء وادي الدواسر والجيران وروّاد المسجد بعد صلاة المغرب، ليصنعوا معاً حواراً يتجاوز حدود المجاملة إلى مساحة جادة من الوعي والتفكير والنقاش المسؤول.
يجتمع في هذا المجلس أطياف متنوعة من المجتمع؛ من أهل الشرع، والمثقفين، والأدباء، والمفكرين، والاقتصاديين، ورجال الإعلام، وشباب الفن والرياضة، وغيرهم من المهتمين بالشأن الاجتماعي؛ تتعدد المدارس الفكرية داخل المجلس، فتتشكل من تلك الاختلافات فسحة نقاش حيّة تعالج قضايا المجتمع، وتناقش أحداث الساعة، وتستعيد الموروث الشعبي، وتستثمر قصص النجاح كنماذج مُلهمة، وتفتح الباب أمام آراء جديدة تضيف قيمة لا تقتصر على المتحدث بل تشمل المستمع كذلك.
وما يميز هذا المجلس ليس انتظامه اليومي فحسب، بل قدرته على الاحتفاء بالمناسبات الوطنية والدينية بروح تفاعلية واعية؛ كعيد الفطر المبارك، واليوم الوطني، ويوم التأسيس، ويوم العلم، حيث يفتح المجلس أبوابه لطرح أوسع ولحراك ثقافي يُظهر حجم الوفاء والانتماء، بدعم وتنظيم ذاتي من صاحب المجلس ومن أسرته الكريمة التي تحمل عبء العمل والوقت والتكلفة، إيماناً منهم بأن صناعة الحوار قيمة تضاف إلى المجتمع لا تقل أهمية عن أي عطاء آخر.
وحتى الذين يكتفون بالاستماع فقط يجدون في هذا المجلس ساحة معرفة تغذي الفكر وتوسع المدارك، فليس كل حضور بحاجة إلى صوت مسموع، فأحياناً يكفي أن تُصغي لتغتنم من الفكرة ما قد يغير فكراً أو يفتح أفقاً.
لقد حضرت مجلس محمد آل مسن عشرات المرات، حتى صار جزءاً من جدول زياراتي إلى الرياض، وفي كل مرة أبتعد عنه أدرك أنه ليس مجرد مجلس عابر، بل بيئة فكرية يومية تُدار بتوازن، ويُبنى فيها الوعي بهدوء، وتُحترم فيها الآراء، ويُصنع فيها حوار حضاري راقٍ.
إن صالون محمد آل مسن ليس حدثاً اجتماعياً عادياً، بل نموذج يحتذى في تحويل المجالس إلى مساحة معرفة وتبادل خبرات، وإلى منبر فكري يسهم في بناء مجتمع أكثر وعياً وتفاعلاً وعمقاً؛
هو مجلس يثبت أن الكرم لا يُقاس فقط بما يقدم على المائدة، بل بما يُقدم للعقل والروح.. والحديث هنا أبلغ من القول.
مبارك بن عوض الدوسري
بأبِهِ اقتدى عَدِيٌّ في الكَرَمْ ومن يُشابه أبَهُ فما ظلمْ
لكن الوجه الذي أقف أمامه اليوم يذهب إلى ما هو أبعد من الضيافة المادية، إلى ضيافة الفكر والكلمة والحوار؛ فمنذ أعوام عدة، تحوّل منزل محمد آل مسن في مدينة الرياض إلى صالون ثقافي يومي مفتوح، يلتقي فيه أصدقاء ومعارف وأبناء وادي الدواسر والجيران وروّاد المسجد بعد صلاة المغرب، ليصنعوا معاً حواراً يتجاوز حدود المجاملة إلى مساحة جادة من الوعي والتفكير والنقاش المسؤول.
يجتمع في هذا المجلس أطياف متنوعة من المجتمع؛ من أهل الشرع، والمثقفين، والأدباء، والمفكرين، والاقتصاديين، ورجال الإعلام، وشباب الفن والرياضة، وغيرهم من المهتمين بالشأن الاجتماعي؛ تتعدد المدارس الفكرية داخل المجلس، فتتشكل من تلك الاختلافات فسحة نقاش حيّة تعالج قضايا المجتمع، وتناقش أحداث الساعة، وتستعيد الموروث الشعبي، وتستثمر قصص النجاح كنماذج مُلهمة، وتفتح الباب أمام آراء جديدة تضيف قيمة لا تقتصر على المتحدث بل تشمل المستمع كذلك.
وما يميز هذا المجلس ليس انتظامه اليومي فحسب، بل قدرته على الاحتفاء بالمناسبات الوطنية والدينية بروح تفاعلية واعية؛ كعيد الفطر المبارك، واليوم الوطني، ويوم التأسيس، ويوم العلم، حيث يفتح المجلس أبوابه لطرح أوسع ولحراك ثقافي يُظهر حجم الوفاء والانتماء، بدعم وتنظيم ذاتي من صاحب المجلس ومن أسرته الكريمة التي تحمل عبء العمل والوقت والتكلفة، إيماناً منهم بأن صناعة الحوار قيمة تضاف إلى المجتمع لا تقل أهمية عن أي عطاء آخر.
وحتى الذين يكتفون بالاستماع فقط يجدون في هذا المجلس ساحة معرفة تغذي الفكر وتوسع المدارك، فليس كل حضور بحاجة إلى صوت مسموع، فأحياناً يكفي أن تُصغي لتغتنم من الفكرة ما قد يغير فكراً أو يفتح أفقاً.
لقد حضرت مجلس محمد آل مسن عشرات المرات، حتى صار جزءاً من جدول زياراتي إلى الرياض، وفي كل مرة أبتعد عنه أدرك أنه ليس مجرد مجلس عابر، بل بيئة فكرية يومية تُدار بتوازن، ويُبنى فيها الوعي بهدوء، وتُحترم فيها الآراء، ويُصنع فيها حوار حضاري راقٍ.
إن صالون محمد آل مسن ليس حدثاً اجتماعياً عادياً، بل نموذج يحتذى في تحويل المجالس إلى مساحة معرفة وتبادل خبرات، وإلى منبر فكري يسهم في بناء مجتمع أكثر وعياً وتفاعلاً وعمقاً؛
هو مجلس يثبت أن الكرم لا يُقاس فقط بما يقدم على المائدة، بل بما يُقدم للعقل والروح.. والحديث هنا أبلغ من القول.
مبارك بن عوض الدوسري
