×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

حكاية العدالة والإنصاف: “حسبي الله ونعم الوكيل”

حكاية العدالة والإنصاف: “حسبي الله ونعم الوكيل”
نبأ فيصل خزيم العنزي حدثني صديق عربي ذات يوم قائلاً:
لأول مرة أحكي هذه القصة وأحكيها لك أنت بالذات لأنني أعرف مشاعرك تجاه الحق والعدل والإنصاف!
يقول: كنتُ أعمل في إدارة مالية بوزارة هامة وكنتُ أميناً في عملي وبفضل الله كانت سمعتي طيبة بين زملائي ورؤسائي.. لم أكن يوماً ممن يسلكون طرقاً ملتوية بل كنتُ أضع مخافة الله بين عينيّ وأحرص على أداء واجبي بأمانة وإخلاص!

في أحد الأيام بينما كنتُ جالسًا في مكتبي منشغلاً بمهامي
رنّ الهاتف برقم غريب لا أعرفه.. رفعت السماعة فجاءني صوت رسمي يقول:
•هل أنت فلان؟!
•نعم من المتصل؟
•معك المباحث العامة لو تتكرم تمر علينا!!
لم أشعر بالخوف لأنني لم أفعل شيئاً خاطئاً
فقلت بهدوء: حاضر!
ذهبت إليهم.. وهناك وجدت نفسي أمام تحقيق رسمي كان هناك مسئول كبير قدّم شكوى ضدي يتهمني بإفشاء أسرار مالية عبر وسائل التواصل الاجتماعي!
شعرتُ بالصدمة فقلت لهم بكل ثقة:
هذا جهازي يمكنكم تفتيشه ولا أملك حتى حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي!!
بدأ التحقيق وبمرور الوقت أدركوا أن التهمة كيدية لا أساس لها من الصحة.. وبعد أن أنهوا تحرياتهم جاءني أحد الضباط قائلاً:
كتبنا في المحضر ما يمليه علينا ضميرنا ونعتذر عن الإزعاج!!
شكرته لكن القضية لم تتوقف هنا فقد تم رفعها إلى القضاء.. وقفتُ أمام القاضي الذي نظر في المحضر ثم سألني: ما هي أقوالك؟!
قلت: الموجودة في المحضر يا فضيلة القاضي!!
تصفّح الأوراق.. ثم نظر إليّ وقال بحزم:
هذه تهمة كيدية وحكمت لك بالبراءة..
ثم أضاف بنبرة ودية:
أنصحك بأن تطلب تعويضاً وسأحكم لك به!
ابتسمتُ وقلت:
تعويضي الوحيد هو أن أقول: حسبي الله ونعم الوكيل!

ظننتُ أن الأمر انتهى هنا لكن بعد أيام قليلة فوجئتُ بقرار إنهاء خدماتي من قبل ذلك المسئول الذي اشتكاني ظلماً كان الموقف صادماً لكنني لم أجزع فقد كنتُ مؤمناً بأن الحق لا يضيع!
ولكن لم تكد تمر أيام حتى عرف المسئول الأكبر في الوزارة بتفاصيل الموضوع فأعادني إلى عملي ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل بدأ الجميع في الوزارة يتحدثون عن الظلم الذي تعرضت له.. انتشرت القصة حتى وصلت لمسئولين كبار في الدولة فغضب أحدهم من الظلم الذي وقع عليّ واتخذ قرارًا حاسماً بإنهاء خدمات ذلك المسئول الذي ظلمني!

يا سبحان الله! لم أطلب سوى العدل ولم ألجأ إلا إلى الله.. فكان “حسبي الله ونعم الوكيل” كافية لتنقلب الموازين وينتصر الحق وينكشف الظلم!!

ما أجمل العدالة وما أعظم أثرها!
ففي العدل وحده تدوم النعم ويسود الأمن ويطمئن كل صاحب حق بأن الله لا يخذله أبداً.

تذكروا دائماً أن الظلم ظلمات يوم القيامة فلا تجوروا على أحد فدعوة المظلوم لا يحجبها شيء عن الله!!
إن كنت تملك القوة فاعلم أن قوة الله أعظم وإن كنت ممن يظلم فاذكر أن عدالة الله لا تغيب!!
قد ينام المظلوم مقهوراً لكنه يستيقظ يوماً على نصر من الله يهز عرش الظالم!!
-
بواسطة :
 0  0  960

الأكثر قراءة

يعد رجل الاعمال الشاب عبدالله بن صالح العسكر احد الوجوه المتميزة في...

05-09-2025 05:27 الجمعة

ضمن فعاليات النسخة الحادية والعشرين من مهرجان المانجو والفواكه...

05-09-2025 04:59 الجمعة

أحتفت هيئة الهلال الأحمر السعودي بمنطقة الحدود الشمالية اليوم، في...

05-09-2025 04:57 الجمعة

نفذت بلدية محافظة صوير أعمال الموسم الثاني عشر لمبادرة صاحب السمو...

05-09-2025 09:57 الجمعة

أصدرت وزارة الداخلية اليوم، بيانًا بشأن تنفيذ حكم القتل تعزيرًا...

05-08-2025 01:32 الخميس

دشّن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن نواف بن عبدالعزيز أمير منطقة...

05-08-2025 01:31 الخميس

توقّع المركز الوطني للأرصاد في تقريره عن حالة الطقس اليوم -بمشيئة...

05-08-2025 01:30 الخميس

صدر عن الديوان الملكي اليوم البيان التالي: “بيان من الديوان...

05-08-2025 01:30 الخميس

تنطلق غدًا، في العاصمة الكوسوفية بريشتينا، التصفيات النهائية لأكبر...

05-08-2025 01:29 الخميس

اختتمت اليوم، فعاليات المعرض الدولي الأول العائم للامتياز التجاري،...

05-08-2025 01:29 الخميس
أكثر