عبدالله الضويحي ..... “8” أيام .. بدون “واتس آب” .. أنشر تؤجر
لنترك الجوال ..
هل يمكن أن تستغني عن “الواتس آب” هذه المدة !؟
فكر قليلاً وحاول أن تجيب قبل الدخول في ثنايا الموضوع ..
أشعر أن كثيرين لا يستيطعون أو أنهم يوهمون أنفسهم بذلك فقد أصبح جزءاً من حياتهم اليومية من خلال الرسائل التي تصلني لتصلكم أيضاً ..
عندما أفتح جوالي في وقت متأخر من الصباح كعادتي كل يوم أجد ضمن الرسائل رسالة فجرية تقول:
(صلاة الفجر هداكم الله) .. وأقول في نفسي:
الذي يصليها لاحاجة له بالتذكير ..
ومن ينام أو يغلق الجوال لا يعلم عنها ..
وغيرها كثير ..
ولاحظت آخر يفرز الرسائل وتبادلها مع آخرين وهو ينتظر دخول خطيب الجمعة ..
أعود للتساؤل أعلاه ..
هناك موقفان من الواتس آب:
– مدمنو التعامل معه.
– المنزعجون منه.
ورغم هذا يعتقد كل من الفريقين أو يرى أنه لايمكن أن يستغني عنه ..
بيت القصيد
مررت بهذه التجربة حيث ابتعدت عن “الواتس آب” حوالي 200 ساعة (8 أيام وبضع ساعات) ..
لم يكن اختيارياً بقدر ماكان (إبعاداً) من قبل (هاكر) انتحل شخصيتي ويرسل لجهات الإتصال يبدي حاجته لمبلغ ويطلب تحويله لطرف ثالث.
كانت تجربة مريرة لكنها لذيذة في ذات الوقت ..
بداية الأمر ..
تذكرت اليوم الأول بعد الإنتهاء من اختبارات الثانوية العامة أو انتهاء فعالية رياضية أو مؤتمر فتجد نفسك تائهاً (ماتدري وش تسوي) بلهجتنا العامية !! ثم ماتلبث أن تتأقلم مع الوضع ..
فقد اكتشفت من خلال هذه التجربة:
أن الإنسان ممكن أن يعيش من دون “واتس آب” أو على الأقل أن يكتفي بساعة واحدة يومياً في التعامل معه ..
ويكون لديه متسع من الوقت يمكن أن ينجز فيه أعمالاً متأخرة أو يمارس رياضة، قراءة كتاب، جلوس مع أفراد العائلة، تأدية واجب اجتماعي أو (الصلاة في المسجد) وربما جميع هذه الأعمال ..
شخصياً:
رغم أنني لست من مدمني الواتس وأن (80 – 90%) من الرسائل والمقاطع التي تصلني من خلاله اقوم بمسحها دون فتحها لأنني أدرك مضمونها من خلال مرسلها أو أنها مكررة، واكتشفت أن هذا فقط يأخذ مني وقتاً طويلاً بالفعل .. !!
باختصار:
نحن نضيع ساعات جميلة من حياتنا في أشياء غير جميلة ..
واكتشفت:
أن “البصيرة تعمي البصر” فالنخوة والعاطفة تنسينا التفكير والتدقيق في المضمون .. !
وتأكدت:
أن مجتمعنا بخير وهناك من يتعامل برقي فقد وصلتني عدة رسائل قصيرة وارقام حسابات من يطلب التحويل لهم إلخ.
وفي المقابل:
لازال هناك من يدور في هاجس الأسئلة كيف !؟ ولماذا !؟ ومتى !؟ والبحث عن أدق التفاصيل حتى لو وصل الأمر للخصوصية مما يعيقك عن أمورك الخاصة أو حتى متابعة القضية نفسها ماجعلني مضطراً لإغلاق جوالي من وقت الحادثة وحتى تأريخه .. فكنت كالمستجير من “الواتس آب” بـ “فضاءات الأسئلة” رغم أنني ارسلت لهم رسائل قصيرة تفيد بماقمت به من إجراءات وأن كل المعلومات لدي ولا أقبل الحديث حول الموضوع لأنه مزعج ومع ذلك يصرون على طلب الرد عليهم لأفاجأ بذات الأسئلة ..!!
وحتى بعد استعادته ظلت بل ظهر غيرها .. !!
إكتشفت أيضاً:
أنه بالرغم من تقدمنا تقنياً (ابشر) و (الخدمات المصرفية) لازالت متابعة هؤلاء تخضع للبيروقراطية، فمؤسسة النقد لا تستطيع إيقاف أي حساب إلا بأمر قضائي والنيابة العامة تحتاج لخطاب من الشرطة والشرطة تحتاج لحضور شخصي وربما لايكون من اختصاصها ..
شخصياً:
أبلغت الجهات المختصة في حينه وجاء الرد مباشرة بوصول البلاغ فلهم الشكر والتقدير .. ثم ماذا بعد !؟
من خلال هذه التجربة:
أولاً:
أن تبلغ الجهات المسؤولة بعد تأكدها من جدية البلاغ وصحته البنوك بإيقاف التحويلات المالية من هذه الحسابات (منها فقط) والتحقيق مع أصحابها.
ثانياً:
إيجاد لجنة قضائية في مؤسسة النقد للبت في مثل هذه الأمور خلال ساعات أسوة باللجان الموجودة في العمل والمرور والرياضة وغيرها.
الزبدة:
جربوا الابتعاد عن “الواتس آب” يوماً واحداً (24 ساعة) في الأسبوع ..
وادعوا لي ..
وانشر تؤجر ..