×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

مشعل السديري ....الظلم نار لا تنطفئ

معروف عن السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان، أن لديه (بروتوكولاً) خاصاً به، وهو أنه لم يذهب إلى المطار قط لاستقبال شخصيات من أي بلد، ولم يكسر هذا التقليد إلاّ عندما استقبل رئيس الهند السابق شري شانكار ديال شارما.
وتعجب رجال حكومته ورجال الإعلام عندما شاهدوه يصعد سلم الطائرة، ويعانق الرئيس قبل أن يقوم من مقعده، ونزل معه، متشابكين الأيدي، وما إن وصلا إلى السيارة، حتى أشار السلطان للسائق لأن يبتعد، وفتح الباب الأمامي بنفسه للرئيس حتى جلس، وحل هو مكان السائق وأخذ يقود السيارة حتى وصل به إلى القصر السلطاني.
وفي وقت لاحق عندما سأل الصحافيون السلطان عن سبب ذلك، أجاب قائلاً: لم أذهب إلى المطار لاستقبال السيد شارما لأنه كان رئيساً للهند، ولكنني ذهبت لأنني درست في (بونا) بالهند، وكان السيد شارما هو أستاذي الذي تعلمت منه كيف أعيش وكيف أتصرف وكيف أواجه المصاعب، وحاولت أن أطبق ما تعلمته منه عندما قدر لي أن أحكم. انتهى.
وهذا التقدير هو الذي أثار إعجابي من تصرف السلطان، ولا يقل عنه إعجابي بالرئيس الروسي بوتين، عندما شاهد معلمته العجوز بين حشد من الواقفين، فما كان منه إلاّ أن خرق البروتوكول وسط دهشة مرافقيه وحراسه، وذهب إلى معلمته وعانقها وعانقته وهي تبكي، وأخذها وهي تمشي بجانبه وسط إعجاب الحضور وكأنها ملكة.
ومن أمثالنا التي حفظناها عن ظهر قلب هو: من علمني حرفاً صرتُ له عبداً، مع أنني للأسف نسيت كل أسماء الأساتذة الذين علموني - وهذا اعتراف لا يبشر بالخير - (فكل إناء بما فيه ينضح).
ومن الأشعار التي حفظناها كذلك بيت الشعر هذا:
قم للمعلم وفّه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
غير أنني أيضاً للأسف، إبان دراستي، ما أصدق أن يخرج المعلم من الفصل، حتى أطير من الفرح، أو أكسر وراءه قلّة، بحرف القاف لا بحرف الفاء.
وبالمناسبة فقد جاء بالأثر التاريخي أن معلم المأمون ضربه بالعصا دون سبب، فسأله المأمون: لِمَ ضربتني؟!، فقال له المعلم: اسكت. وكلما أعاد عليه السؤال، كان يقول له: اسكت.
وبعد عشرين سنة تولى المأمون الخلافة، عندها خطر على باله أن يستدعي المعلم، فلما حضر سأله: لماذا ضربتني عندما كنت صبياً؟!، فسأله المعلم: ألم تنس؟!، فقال: والله لم أنس.
فرد عليه المعلم وهو يبتسم: حتى تعلم أن المظلوم لا ينسى، وعاد ينصحه قائلاً:
لا تظلم أحداً، فالظلم نار لا تنطفئ في قلب صاحبها، ولو مرّت عليه الأعوام.
نقلا عن الشرق الأوسط
بواسطة :
 0  0  31230

الأكثر قراءة

سمير المقرن الحادثة التي نشرتها جريدة «اليوم» بداية هذا الأسبوع...

03-17-2010 06:11 الأربعاء

لأول مره التعبير عن التعبير عوض الأحمري منذ أن حملت مع أبناء...

06-28-2010 06:05 الإثنين

نشرت صحيفة «الغد» الأردنية في عددها الصادر يوم 21/2/2010 الإعلان...

03-13-2010 06:52 السبت

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية مسفر القحطاني...

06-26-2010 10:30 السبت

ترقبوا ؟؟؟ نورة الاحمري لقد كان من كم يوم هدية من خادم...

09-05-2010 11:10 الأحد

لعنة000الكرسي !البعض يعتقد انه الأمر الناهي منذ أن يتسلم مسؤولية...

09-02-2010 11:38 الخميس

محتويات

التربية بالسكاكين

التربية بالسكاكين

سمير المقرن الحادثة التي نشرتها جريدة «اليوم» بداية هذا الأسبوع عن تعرض طالب لم يتجاوز عمره إثني عشر عاماً..

03-17-2010 06:11 الأربعاء   76974
لاول مره التعبير عن التعبير

لاول مره التعبير عن التعبير

لأول مره التعبير عن التعبير عوض الأحمري منذ أن حملت مع أبناء هذا الوطن حقيبة المدرسة وأنا أتلقى و أتلقن مواضيع..

06-28-2010 06:05 الإثنين   87271
وظيفة سعودية في صحيفة أردنية

وظيفة سعودية في صحيفة أردنية

نشرت صحيفة «الغد» الأردنية في عددها الصادر يوم 21/2/2010 الإعلان التالي: «فرصة عمل في المملكة العربية السعودية، مطلوب..

03-13-2010 06:52 السبت   70588
المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية مسفر القحطاني دخلت في الآونة الأخيرة عملية إجراء المقابلات الشخصية..

06-26-2010 10:30 السبت   72606

جديد الفيديو